#صاحب الدجاجة ...
السلام عليكم
الفصل الأول(1)
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أل بيته الطيبين الطاهرين و صحابته الاكرمين .
سأحدثكم عن صديقي ياسين وهو شاب في الثلاثين من عمره من منطقة الشاوية ولم يسبق له ان رأى منطقة الشاوية لأنه ولد بالمدينة و تربى فيها و درس فيها حتى أصبح أستاذا لمادة الرياضيات في احد المدارس الخصوصية و هو شاب ذكي و قوي و وسيم ويعيش وحيدا وكان عضوا فاعلا في إحدى الجمعيات الخيرية و في يوم من الايام ذهب مع أصدقائه الى جبال الأطلس خلال فترة نزول الثلج و كان البرد قارسا جدا و قضى يومين هناك لمساعدة ألاهالي و جميع أعضاء الفرقة و في اليوم الثالث ذهب ياسين باكرا ليجلب الحطب من الغابة المجاورة فجمع كمية من الحطب وأثناء عودته وجد في طريقه دجاجة حمراء تلفظ انفاسها الاخيرة من شدة البرد فحملها و وضعها داخل ثيابه وقال تعالي يا عزيزتي لتشعري بالدفىء والأمان و عاد الى القرية فوجد الاصدقاء يفطرون مع بعض رجال القرية فقال احد الاصدقاء أجلبت الحطب يا ياسين؟
ياسين : نعم جلبت الحطب و معه دجاجة زيادة
وسأل اهل القبيلة هل هده الدجاجة لكم ؟
فقالوا اهل القرية نحن الدجاج لدينا في اماكنه ولا يخرج خلال فترة تساقط الثلوج .
فأخذها و وضعها جانب الثنور للتدفئة و جلس يتناول فطوره فقال احد الاصدقاء لمادا لا ندبح هده الدجاجة ونجعلها طجينا للغداء ؟
وكأن هده الدجاجة فهمت ما قاله هدا الصديق فهربت و إحتمت بقدم ياسين .
ياسين : هده الدجاجة لي لا أسمح لأحد بالاقتراب منها
فصار الكل يضحك ويقولون إذا سيكون لقبك صاحب الدجاجة .
ياسين : لقد بعث الله لي من يؤنسني في بيتي
اخذتها معي الى البيت و قضت معي أسبوعين و كنت اطعمها و أسقيها و إشتريت لها فيتامينات لكن تصرفتها غريبة و عدوانية شيئا ما ، فقلت ربما تحتاج إلى مؤنس وجلبت لها ديكا جميلا و من عادتي اني أطعمها كل صباح و في هدا الصباح وجدت الديك ميتا فأخذته و فتشت اطرافه و مسكت مشرطا و شرحته فوجدت ظفر الدجاجة إخترقه حتى أصاب القلب فأصابني الرعب من هده الدجاجة فإبتعدت عليها أسبوعا ثم عدت إليها فنظرت فإدا بها قد وضعت أربعة بيضات فإنتظرتها ثمانية عشر يوما لأرى صغرها ففقست ثلاثة و الرابعة لم تفقس وبدأت اراقب الكتاكيت الثلاثة ثم ماتوا بعد مرور يومين فأخذت البيضة التي لم تفقس وقلت أفتحها لأرى ما بها فكانت صلبة مثل الحجر فقلت مع نفسي ماهدا ؟
فأخذت هده البيضة الى صديق لي يشتغل في البازارات وعندما فحصها تعجب فبعتها له بمبلغ خيالي وعلى إثرها قدمت إستقالتي من التعليم و قلت لدجاجتي اصبح لدينا المال الكثير بسبب بيضتك و سنؤسس مشروع دجاج كبير في الشاوية.
ذهبت إلى الشاوية و إشتريت مزرعة و أقمت عليها مشروع الدجاج وكان مشروعا ضخما و في كل هده الاعمال الدجاجة لا تفارقني وعندما أركب السيارة تركب بجانبي فقلت لها إلا تبضين لنا بيضة اخرى لكي نؤسس بها شركة للتلفيف ودفعه للمحلات الكبرى .
وبعد مرور فترة قصيرة وعدت دجاجتي إن باضت بيضة اخرى سوف ابيعها وأبني بها مسجدا في القبيلة وأحفر بئرا فوضعت بيضة اخرى بعتها فوجدت شركة تلفيف بثمن جد مناسب فأردت أن أستغل الفرصة وأشتريت هده الشركة فقلت للدجاجة عندما تتحرك الشركة وتكسب المال حينها نبني المسجد ونحفر البئر وهي تنظر إلي وكأنها تقول لي يا إنسان أخلفت وعدك ثم وضعت رأسها في الارض فحركتها فقد فارقت الحياة ماتت فصدمت من هول الموقف وأدركت خطئي لكن فات الاوان فدفنتها في المزرعة فحزنت على فقدانها و قوة جشعي و طمعي فأقسمت بالله ان لا أكرر مثل هدا الخطأ و صرت خادما في هده المزرعة والشركة والمال كله يذهب إلى الارامل و اليتامى و المحتاجين و بنيت المسجد و حفرت البئر في القرية وكان عدد الناس المستفذين من هدا المشروع كبير حتى أصبح لا يبقى في مدخول المشروع درهم واحد و كل اهل القرية يعلمون أني صاحب المزرعة و مع دلك لا أهتم لنفسي وأعمل ليلا ونهارا ليستمر هدا المشروع في سبيل الله و لا تهمني نفسي لعل الله يغفر لي .
وأما شباب القرية حينما علموا بالامر صاروا هم كدلك يعملون بدون أجر في ساعة فراغهم و في يوم من الايام كانت لديهم مشكلة في الشركة فتركت رجلا إسمه عبد الله في مكاني وذهبت إلى الشركة لأرى
وخلال غيابي عن المزرعة جائت فتاة بسيارتها و ذخلت الى المزرعة فسألت عبد الله عن صاحب المزرعة فقال عبد الله إنتظري سيأتي إجلسي يا إبنتي مرحبا بك في الشاوية من أين انت ؟
فردت الفتاة شكرا عمي انا امازيغية.
عبد الله : مرحبا إبنتي كلنا مسلمون
الفتاة : هل انت من هده المنطقة؟ لا تؤديكم هده الرائحة ؟
عبد الله : هده الرائحة يا إبنتي اهل القرية يشمونها كريحة المسك والعنبر .
الفتاة : لمادا ؟
عبد الله : لأن كل ما تنتجه هده المزرعة والشركة يذهب ماله الى الارامل و كفالة اليتيم و صاحب هده المزرعة ادا رأيته تجوز فيه الصدقة .
الفتاة : ولمادا كل هدا
عبد الله : هدا بسبب وعد أعطاه لدجاجة
الفتاة : و ما قصة هده الدجاجة ؟
عبدالله : حكى لها القصة وقال ها هو قد جاء صاحب المزرعة.
فقلت : السلام عليكم
فإنصرف عبد الله فقلت فيما نخدمك يا أنسة ؟
فقالت : لديك سمعة طيبة في قريتك و عبد الله يحبك انا إسمي مايا .
فقلت : هدا إسم غريب لكن جميل
مايا : هو إسم أمازيغي و دلالته تعني صدى الجبال.
فقلت : ماشاء الله انا إسمي ياسين.
يتبع .....
#Abdelhay Samihi