تذكرت قصة قديمة اسمها (ذلك الخنزير موران) للأديب العبقري (جي دي موباسان) وتحكي عن غريب قصد قرية فرنسية فوجد أن الناس جميعاً يشتمون (ذلك الخنزير موران) يقولونها بعد كل وجبة وعند كل لقاء ويشعرون بعدها برضا شديد.
عندما تحرى الأمر عرف أن ذلك الخنزير موران مجرد قروي بائس قصد القرية منذ أعوام، فرأى فتاة جميلة من بناتها، فَقَدَ صوابه أمام الجمال وطبع قبلة مفاجئة على خدها، النتيجة أن الفتاة صفعته، وبعد هذا ضربته القرية كلها وطردته، ومنذ ذلك الحين صار رمزاً للأوغاد في هذا العالم، وصارت زيارة (الخنزير موران) للقرية تاريخاً يربطون به الأحداث.
يتعرف راوي القصة إلى الفتاة التي فَقَدَ (موران) صوابه معها، ويعجب بها كثيراً ثم يقيم علاقة معها فترحب به، لكنهما لا ينسيان أن يلعنا من وقت لآخر (ذلك الخنزير موران) الذي جلب العار للبلدة.. البلدة كلها تمارس الخطيئة وتنافق وتكذب، لكنهم جميعاً لا ينسون أن يشتموا موران لأن هذا يشعرهم بأنهم أفضل.
#د_احمدخالدتوفيق